responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 48


جعلني نبيا * وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * و . . . . [1] فسبحانه من إله ما أبهر برهانه في تعريف أنبيائه ورسله لعباده ! فهذه البينات الواضحة برهان صدق على دعوة النبوة والرسالة ، يراها الناس ويشاهدونها بالحس والعيان من غير احتياج إلى البرهان المصطلح . وما أحسن تعبيره تعالى وتصريحه عن هذه المعجزات ب‌ " البينات " و " آيات بينات " ! قال تعالى :
ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات . [2] وآتينا عيسى ابن مريم البينات . [3] وأما استفادة الأمم مقاصد أنبيائهم عند التخاطب في مرحلة التعليم والبلاغ ، أمر بين فطري - وهو عين ما هو دائر بين العقلاء في حوائجهم وشؤون حياتهم - سواء كان في عصر حضورهم أو بعد وفاتهم ، من محكمات كتبهم وقطعيات سننهم .
والفرق بين القطع الحاصل بالبرهان وروح القدس هو : إن روح القدس حقيقة نورية وذاته الكاشفية والعيان ، بخلاف القطع المنطقي ، فإنه ليس له كشف عن ذاته ، فضلا عن المعلوم به ، لاستحالة نيل القاطع الإصابة وعدمها ، وخروج الإصابة من اختياره أحيانا . مع أنه قد يكون في المسألة الواحدة أقوال مختلفة . ومن الممكن أيضا أن يكون الواقع غير هذه الأقوال جميعا . وأقصى ما يمكن أن يقال في حجية القطع المنطقي ، هو وجوب الجري على طبقه أصاب أو أخطأ ، لا كاشفيته للواقع .
فاتضح أن ثبوت نبوة النبي عند نفسه ، بعين إفاضته تعالى روح القدس عليه .
وثبوتها عند الأمم المبعوث إليهم بالمعجزات البينات . ونيل دعوتهم في مقام البلاغ والتعليم من حيث حكاية الألفاظ والكلمات عن معانيها ، بعين ما هو دائر بين عقلاء



[1] مريم ( 19 ) / 29 - 33 .
[2] الإسراء ( 17 ) / 101 .
[3] البقرة ( 2 ) / 87 .

48

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست