وترتيب القياسات لتحصيل القطع . ثم إن الأمم المسؤولين في مقابل دعوة الرسل ، يطلبون منهم الآية البينة على صدق دعوتهم ورسالتهم . ومن العجيب أن الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم ، يتحدونهم ويجيئون في مقام تعجيزهم بالآيات البينات في إثبات رسالتهم ونبوتهم . قال تعالى : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين . [1] وقال في موسى عليه السلام : حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل * قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا ثعبان مبين . [2] قال في عيسى عليه السلام : أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله . [3] وهكذا يتحدون الناس في تشخيص النبي والرسول بالآيات الساطعة القاهرة ، أي المعجزات الخارقة للعادة . فإن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز سواء . ومن عجيب أمره تعالى أنه قد جعل دعوى الرسالة والنبوة عين الآية الباهرة على صدق دعوى نبوة النبي ورسالته ، حيث قال : قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا * قال إني عبد الله آتاني الكتاب و