< فهرس الموضوعات > هل القول بالمشية الحادثة يوجب كون أمر الخلقة من غير تقدير وتدبير ؟ < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > 2 - قوله تعالى : إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر < / فهرس الموضوعات > من ذلك تقديم ما كان مؤخرا وتأخير ما كان مقدما . إن قلت : بناءا على القول بالمشية الحادثة ، يلزم أن لا يكون للعالم صورة ثابتة ونظم عنده سبحانه ويكون أمر الخلقة على مجازفة من غير تقدير وتدبير . قلت : إن جميع ما خلقه تعالى متعين بالمشية الحادثة ومشاء ومراد ومقدر بتقدير العليم الحكيم ، وهذا فعله تعالى المتعين . والمشية الثانية هي تعين ما يخلقه من خلق جديد أو محو ما كان ثابتا بالمشية الأولى . وكلتا المشيتين الحادثتين موافقتان للحكمة والمصلحة بالعلم الحادث الذي أفاضه على أنبيائه ورسله وملائكته . 2 - قال تعالى : إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . [1] أقول : القدر - بفتح الدال وسكونها - بمعنى واحد . وهو بحسب ما يدل عليه الكتاب والسنة تعيين حدود الأمر المشاء والمراد من جميع الجهات . وقد تقدم في البحث عن المشية والإرادة والقدر عن الرضا صلوات الله عليه أن القدر هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء وأنه هو وضع الحدود من الآجال والأرزاق والبقاء والفناء . قوله تعالى : تنزل الملائكة والروح فيها . . . . أقول : قوله : " تنزل " - بصيغة المضارع - يدل على استمرار نزول الملائكة والروح واستدامته في كل سنة أي ، تنزل الملائكة والروح إلى الرسول أو خلفائه القائمين مقامه عليهم السلام بإذن ربهم في كل سنة وسنة . قوله تعالى : والروح . روى الكليني مسندا عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن