يبعثه على الفعل أو الترك وهو نوع من الوحي . [1] وقال أيضا : " فجر الإنسان يفجر فجرا وفجورا : انبعث في المعاصي " . [2] وقال أيضا : " وقد توقيت الشئ وتقيته أتقيه وأتقيه تقى وتقية وتقاء : حذرته . . . والاسم التقوى ، التاء بدل من الواو ، والواو بدل من الياء . " [3] أقول : في الآية الكريمة نص وتصريح وتذكرة وإرشاد إلى أن الإنسان يعقل ويعرف بتعريفه تعالى وإلهامه إياه قبح الفجور ووجوب الزجر عنه والتعهد بوجوب التقوى عن ارتكابه . والله سبحانه وعد لمن قام وجد بتزكية نفسه وصيانتها عن ارتكاب الفجور وعدا جميلا بالفلاح والنجاح . وكذلك هدد تعالى شأنه بالخيبة والخسران على من دس وأخفى نفسه تحت أدناس الفجور والشرور . روى الكليني مسندا عن حمزة بن محمد الطيار ، عن أبي عبد الله عليه السلام . . . قال : فألهمها فجورها وتقواها قال : بين لها ما تأتي وما تترك . [4] قال الطبرسي ، روى زرارة وحمران ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في قوله : فألهمها فجورها وتقواها قال : بين لها ما تأتي وما تترك . وفي قوله : قد أفلح من زكاها قال : قد أفلح من أطاع . وقد خاب من دساها : قد خاب من عصى . [5] وقال علي بن إبراهيم : أخبرني أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : . . . فألهمها فجورها و تقواها أي : عرفها وألهمها ، ثم خيرها فاختارت . [6]
[1] المصدر السابق 12 / 555 . [2] المصدر السابق 5 / 46 . [3] المصدر السابق 15 / 402 . [4] الكافي 1 / 163 . [5] مجمع البيان 10 / 498 . [6] تفسير القمي 2 / 424 .