responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 22


العقل بالعقل . ولا يخفى أن مرجع الاستدلال هو التذكر بالمعقولات إلى النور الظاهر بذاته والمظهر لغيره . وإنما احتجب عن معرفته لشدة ظهوره واشتغاله بالمعلومات ، والاستدلال عليه ليس لأجل خفائه ومجهوليته .
فهذا العقل الذي أفاضه الله سبحانه على الأرواح والنفوس البشرية واستضاؤوا واستناروا به ، ليس عين ذواتهم ، بل هو نور وعلم يفيضه الله سبحانه على أرواحهم تارة فيجدونه بإذن الله وبسطه عليهم فيعلمون ، ويفقدونه أخرى ويقبض عنهم فلا يعلمون . ويختلف مراتب الوجدان فيهم . وسر اختلافهم فيه ، ليس إلا شدة الوجدان وضعفه .
ولا يخفى أن الإنسان الذي وهب الله سبحانه له العقل ، لا غناء له عن العالم الإلهي كي يذكره بعقله وأحكامه . فإن الله سبحانه بعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه ليثيروا لهم دفائن عقولهم التي أودعها الله في ذواتهم . وهذا العقل المفاض على الإنسان ضعيف وبسيط يشتد إلى الأربعين . فيتكامل بتذكير المذكرين وتنبيه المنبهين ، ليستعد لتعاليمهم وبلاغهم ، واستكمال ذلك النور وتأييده وتثبيته حتى تكون المكارم والفضائل له معلومة بالعلم الضروري لا التعبدي المولوي ويتمكن من الترقي إلى الكمالات العالية من الزهد والإخلاص والاجتهاد في سبيله سبحانه .
وهذا هو الأساس في علم الأخلاق بحسب الكتاب والسنة والطريق الوحيد المصون من الإفراط والتفريط .
قال تعالى :
ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها . [1] بيان : الظاهر أن المراد من النفس هو الإنسان المركب من الروح والبدن لا



[1] الشمس ( 19 ) / 7 - 10 .

22

نام کتاب : توحيد الإمامية نویسنده : الشيخ محمد باقر الملكي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست