إنه يذكر . فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شئ فعله إلا ذكره كأنه فعله تلك الساعة . فلذلك قالوا : يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . [1] وروى أيضا عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله : اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم قال : يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة . فلذلك قالوا : يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . [2] وقال تعالى : إذا السماء انفطرت * . . . * وإذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت . [3] الآيات الكريمة ظاهرة أن حصول العلم والتذكر مقارن لبعثرة الإنسان من القبور ، أو متأخرة عنها رتبة أو زمانا . والأشبه هو الأول . وقال تعالى : يوم تهجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا . [4] ظاهر أن قوله تعالى : يوم ظرف لوجدان ما عمل من خير وسوء . وقوله تعالى ، محضرا بصيغة المفعول ، فيه عناية على أنه كان فاقدا ثم أحضر لديه ، لا أنه كان حاضرا عنده من قبل . وقال تعالى : فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه * . . . * وأما من أوتي
[1] تفسير العياشي 2 / 328 . [2] المصدر السابق / 328 . [3] الانفطار ( 82 ) / 1 و 5 . [4] آل عمران ( 3 ) / 30 .