نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 76
منها ، ووجود أكثر الجواهر الموجودة غير قادرة . طريقة أخرى لو كان فاعل الأجناس محدثا لاحتاج إلى محدث ، وذلك يقتضي وجود ما لا يتناهى ، أو إثبات قديم بغير دليل ، وكلا الأمرين محال . وقلنا : إن تقدير حدوث فاعل العالم يمنع من إثبات قديم . بدليل : أنه إذا جاز وجود سائر الأجناس من محدث جاز إسناد إحداثه إلى محدث ، إذ لا يكون المحدث إلا من أجناس المحدثات ، فيتعذر إثبات قديم تستند الحوادث إليه ، فيلزم ما قلناه من وجود ما لا نهاية له ، مع استحالته بدليل وجوب حصر ما وجد . طريقة أخرى مختصة بالمعاني المذكورة قد علمنا حدوث الحياة والقدرة والألوان والطعوم وسائر ما ذكرناه من الأجناس المخصوصة ، وأن لما محدثا قادرا عالما حيا موجودا : لا يخلو أن يكون قادرا لنفسه ، أو بقدرة ، ولو كان قادرا بقدرة لتعذرت عليه سبحانه هذه الأجناس كتعذرها على الأجسام القادرة بقدرة أو . . . [1] منه سبحانه ، فثبت أنه تعالى قادر لنفسه : لا يخلو أن يكون قديما ، أو محدثا ، وكونه قديما يصحح ما قلناه ، وكونه محدثا يقتضي حاجته إلى محدث بعد محدث ، وقد بينا فساد ما يؤدي إليه ذلك . ولو صح تقدير قديم تنتهي الحوادث إليه - مع استحالته - لم يقدح في طريقتنا ، لأن كونه فاعلا يقتضي كونه قادرا لنفسه أو بقدرة ، وكونه قادرا بقدرة