نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 65
مسألة : ( في وجوب النظر ) أول الأفعال المقصودة التي لا يصح خلو العاقل منها وجوبا النظر المؤدي إلى المعرفة ، يفرق ما بين الحق والباطل . لأن كل عاقل نشأ بين العقلاء يعلم اختلافهم ، ودعوة كل فريق منهم إلى مذهبه وتخويفه من خلافه ، فيخافهم لا محالة ، وإذا خاف وجب عليه التحرز مما خافه ، لعلمه ضرورة بوجوب التحرز من الضرر . فلا يخلو أن يتحرز باتباع الجل ، أو اطراح الجل ، أو اتباع بعض عن نظر ، أو تقليد . واتباع الجل محال ، لتنافي ما بينهم . واطراح الجل يقتضي كونه على ما كان عليه من الخوف . واتباع البعض عن تقليد لا يرفع خوفه مما أطرحه من المذاهب ، لتجويز كونه حقا ، ولا يقتضي سكونه إلى ما ذهب إليه ، لتجويز كونه باطلا . فلم يبق لتحرزه من الضرر المخوف إلا النظر المميز للحق من الباطل ، فوجب فعله ، لكونه تحرزا من ضرر ( وليس لأحد أن يعترضنا بأن : ) ما يعطينا هذا الاستدلال وجوب النظر للتحرز من ضرر المذاهب ، ولا يفيد الوجه الذي يشترطونه في وقوع المعارف المتولدة [1] عن النظر الموقع الذي يستحق بها وبما تولدت عنه الثواب ويؤمن العقاب . لأن الوجه الذي لأجله وجب النظر على جميع الطرق كونه تحرزا من