نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 448
بظهوره ومنافع حاصلة بذلك ليس شئ منها حاصلا في حال الغيبة . لأنه عليه السلام يظهر لزوال دول الظالمين المخيفين لشيعته وذراري آبائه عليهم السلام ، ورفع جورهم بعدله وإبطال أحكام أهل الضلال بحكم الله والسيرة بالملة الإسلامية التي لم يحكم بجملتها منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله . ومنها : الأمر بكل معروف ، والنهي عن كل منكر ، وجهاد الكفار ، مع سقوط ذلك أجمع عنا في حال الغيبة ، وهذه أحكام تثبت ، وحقوق تظهر ، وقبائح ترتفع ، وتكاليف تتعين بظهوره ليست حاصلة في حال غيبته . ومنها : زوال الخوف عن شيعته وذرية آبائه عليه السلام بظهور سلطانه ، وارتفاع التقية بدولته ، وسهولة التكليف الشرعي ببيانه ، وسقوط كلفة النظر الشاق في الأدلة الموصلة إليه في حال غيبته . ومنها : براءة الذمم من الحقوق الواجبة له في الأموال المتعذر إيصالها إليه في زمان الغيبة . ومنها : ظهور الدعوة إلى جملة الحق في المعارف والشرائع بظهوره ، والفتيا بذلك والعمل بها في جميع الأرض مع ارتفاع ذلك في حال الغيبة . وهذه فوائد عظيمة لها ورغبنا إلى الله تعالى في ظهوره لنفوز بها ، ونكون من أنصاره عليها ، فنحظى بثواب نصرته ، ونسر بنفوذ حكم الله وظهور عدله عليه السلام . ( مسألة طول الغيبة وطول عمر الحجة ) وأما طول الغيبة وتراخي الزمان بها ، فلثبوت الواجب لها ، واستمراره من إخافة الظالمين ، وإصرارهم على الظلم والعزم على استيصال الحجة ، وإذا كان ماله وجبت الغيبة مستمرا حسن لذلك استمرارها ، وكانت التبعة على موجب ذلك دون الحجة المضطر إليها . وأما طول العمر وبقاء الشباب مع كونه خلافا للعادات ، فلا قدح به ، لكونه مقدورا للقديم سبحانه وشائعا في حكمة ، وإنما يفعل منه من طول وقصر وشيخوخة
448
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 448