نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 435
قال : وفي خلال ذلك يضيق صدري بالمقام ، وأخاف أن يفوتني الحج ، قال : فجئت يوما إلى محمد بن أحمد أتقاضاه ، فقال لي : صر إلى مسجد كذا وكذا فإنه يلقاك رجل ، قال : فصرت إليه ، فدخل علي رجل ، فلما نظر إلي ضحك وقال : لا تغتم فإنك ستحج في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما ، فاطمأنت نفسي وسكن قلبي ، فقلت : أرى [1] مصداق ذلك إن شاء الله . قال ثم وردت العسكر فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت وقلت في نفسي : جزائي عند القوم هذا ، واستعملت الجهل فرددتها وكتبت رقعة ، ثم ندمت بعد ذلك ندامة شديدة وقلت في نفسي : كفرت بردي على مولاي عليه السلام ، ثم كتبت رقعة أخرى أعتذر من فعلي وأبوء بالإثم وأستغفر من ذلك وأنفذتها ، وقمت أتطهر للصلاة وأنا في ذلك أفكر في نفسي وأقول : إن ردت علي الدنانير لم أحلل صرارها ولم أحدث فيها حدثا حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني فيعمل فيها بما يشاء ، فخرج إلي الرسول الذي حمل إلي الصرة وقيل له : أسأت إذ لم تعلم الرجل أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا من غير مسألة ليتبركوا به ، وخرج إلي : أخطات في ردك برنا ، فإذا استغفرت الله فالله يغفر لك ، فأما إذا كانت عزيمتك وعقد نيتك ألا تحدث فيها حدثا ولا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك ، فأما الثوب فلا بد منه لتحرم فيه . قال : وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث فامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك ، فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويت مفسرا والحمد لله [2] . ورووا عن الحسن بن عبد الحميد قال : شككت في أمر حاجز بن يزيد ، فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر ، فخرج إلي : ليس فينا شك ولا في من يقوم مقامنا بأمرنا قادرين ، فاردد ما معك إلى حاجز بن يزيد [3] .
[1] في الكافي : " وأقول ذا مصداق " ، وفي الإرشاد : " قلت هذا مصداق " . [2] الكافي 1 : 520 ، الإرشاد : 332 ، مع اختلاف يسير . [3] الكافي 1 : 520 ، الإرشاد : 333 .
435
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 435