نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 369
جهة التفصيل بمن [1] علمناه متدينا بإمامتهم من الصحابة وغيرهم إلى الآن ، ومن لم يعلم ذلك من حال ففرضنا فيه الوقف والتجويز لكل واحد من الكفر والفسق . إن قيل : كيف يمكنكم ذلك مع ظاهر إيمانهم ، وتدينهم بالاسلام ، واجتهادهم فيه ، وتقريب النبي صلى الله عليه وآله لهم ، وتعظيمه إياهم ، ومنعكم من وقوع الكفر بعد الإيمان على مذاهبكم في الموافاة . قيل : المظاهرة بالإيمان والاجتهاد في أفعاله وبذل الأنفس والأموال في نصرته لا يدل على مطابقة الباطن له ولا على كونه صادرا عن علم قصد به وجهه ، إذ كانت هذه الأمور لا يعلمها إلا علام الغيوب ، وإنما يعلم منها ما نص عليه سبحانه . فإذا فقدنا النص فيهم بذلك ووضح البرهان بكفرهم وموتهم عليه ، علمنا أن الاعتقاد الماضي منهم كان جهلا ، وإن أظهروا إيمانا أو تقليدا أو علما لغير وجهه لا يستحق بهما المعتقد ثوابا ، لوقوف استحقاقه على العلم المقصود به ووجهه الذي له وجب ، ووجوب القطع على كفر من كان كذلك حسب ما اقتضاه البرهان . فأما تعظيم النبي صلى الله عليه وآله ، فغير مسلم ، لفقد دليله وتعذر إثباته ، إذ كان التقريب والإيناس والمظاهرة لا يدل على تعظيم لصاحبه [2] ، لحصول ذلك أجمع مع من تجب البراءة منه لكفره . على أن المتقرر من شرعه عليه السلام تعظيم مظهر الإسلام والمطيع فيه ، مشترطا بكون ما أوجبه واقعا لوجهه باتفاق العلماء . فلو [3] سلم تعظيمه عليه السلام للقوم لكان جاريا فيه على الوجه الذي شرعه من الاشتراط . فإذا وضح برهان كفرهم في حياته عليه السلام بما بيناه ، لم ينفعهم تعظيمه عليه
[1] في النسخة : " وبمن " . [2] في النسخة : " لصحة " . [3] في النسخة : " فلم " .
369
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 369