نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 320
وهذه حال ينافي ما يعتبرونه من كون الإمام عالما ، ولو لم يكن على قصورهم عن رتبة العلماء إلا أنه لم يحفظ عن جميعهم ما يعلم من تفقه شهر واحد لكفى في الدلالة على جهلهم بالأحكام ، لوجوب ظهور ذلك ، لعلو سلطانهم وكثرة أعوانهم . وأما الشجاعة : فمعلوم خلو الثلاثة منها ، وتقدم أدنا موصوف بشئ منها عليهم ، وأن حالهم في مغازي النبي صلى الله عليه وآله وسراياه ينقسم إلى أمرين : إما تخلف عن القتال ونكوص عن النزال ، بحيث الحاجة إليهم ماسة ، كيوم بدر والأحزاب وأمثالهما ، مما لا شبهة على متأمل للأخبار في تخلفهما في ذين اليومين وغيرها عن مباشرة الحرب وقتال الأقران . وإما فرار على العقب ، وإسلام النبي صلى الله عليه وآله ، كيوم خيبر ، وردهما فيه راية رسول الله صلى الله عليه وآله ، مصرحين بالجبن ، متلاومين على الفرار ، وظهور الوهن لهزيمتهما في الإسلام ، وغضب النبي صلى الله عليه وآله من ذلك ، وذمهما عليه ، ووصفهما بالفرار ، ونفي محبة الله ورسوله لهما ومحبتهما له تعالى ولرسوله عليه السلام . وانهزامهم يوم أحد ، وإسلامهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن معه من خلصائه . وانهزامهم يوم حنين ، ورغبتهم بأنفسهم عن نصرة الرسول صلى الله عليه وآله ومن ثبت معه من إهله ، واختصاص [1] أبي بكر من لوم الهزيمة فيه بما لم يشركه فيه أحد ، لقوله : لن نغلب اليوم من قلة ، ونزول القرآن بتوبيخه في قوله تعالى : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) [2] . ورجوع عثمان من الهزيمة بعد ثلاث ، وتوبيخ النبي عليه السلام له بقوله : لقد