نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 319
ومنه : جهله بما أباحه الله تعالى من المهور ، حتى حرم الزيادة على مهر السنة ، وتوعد بالعقاب ، حتى ردت فتياه امرأة ، فرجع فقال : كل أحد أفقه من عمر حتى النساء . ومنه : جهله بجزية المجوس ، حتى أفتاه بها عبد الرحمن بن عوف . ومنه : جهله بموضوع الشرائع ، ووقوف فرضها ونفلها وحرامها على علام الغيوب ، حتى شرع للناس صلاة موظفة مقننة لا يزاد عليها ولا ينقص منها . ومنه : جهله بإباحة أهل الذمة الإقامة بين ظهراني [1] المسلمين ، حتى جلاهم عن جزيرة العرب ، وقال : لا يجتمع في جزيرة العرب دينان . ومنه : جهله بصفة الاختيار وشروطه ، حتى شور [2] الشورى ، بخلاف ما قرره أصحاب الاختيار ، وحكم فيها بما لا يجوز في الملة ، ولا يجهله من له أدنى فطنة وأيسر بصيرة في الإسلام ، على ما نبينه فيما بعد إن شاء الله . إلى غير ذلك من الأمور الدالة على جهله بما لا يجهله بعض المتفقهة ، فضلا من رؤساء أهل الاجتهاد . ومن ذلك جهل عثمان : بقبح رد من نفاه النبي صلى الله عليه وآله عن دار الهجرة إليها ، ونفي حبيبه أبي ذر عنها ، وإهانة ( أوليائه ) المخلصين ، وتقريب أعدائه الفاسقين ، وأحكام التسوية في العطاء . وقصوره عن أدنى منزلة في العلم ، لفقد ذكره في العلماء ، وعدم الإسناد إليه بشئ من الأحكام يعتد بمثله . في أمثال لهذا من فزع كل منهم إلى علي تارة ، وإلى معاذ أخرى ، وإلى زيد بن ثابت مرة ، وإلى ابن عباس أخرى ، وإلى غيرهم من علماء الصحابة عند بلوى الأحكام ، وتقليدهم إياهم ، وعملهم بفتياهم .
[1] في النسخة : " الظهراني " . [2] في النسخة : " سور " .
319
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 319