نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 170
( الغرض من الإمامة وصفات الإمام ) والغرض في الإمامة المنفردة عن النبوة ما بينا من حصول اللطف بها ، وعموم الاستصلاح لكل مكلف يجوز منه فعل القبيح ، ويجوز اختصاص هذه الرئاسة بهذا اللطف . ويجب له نصبه الرئيس ذي الصفات التي بينا وجوب تأثير ثبوتها وانتفائها في الاستصلاح لكل والاستفساد . ويجوز أن يكون الرئيس الملطوف للخلق بوجوده مؤديا عن نبي ومنفذا لشرعه أو نائبا في ذلك عن إمام مثله ، ويعلم كونه كذلك بقوله ، لأن قيام البرهان على عصمته يؤمن المكلف كذبه فيما يخبر به . فإذا ثبت كونه مؤديا فلا بد من كونه معصوما من القبائح ، للوجوه التي لما كان النبي عليه السلام كذلك . وعالما بما يؤذيه ، لاستحالة الأداء من دون العلم ، وإن كلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجب كونه عالما بكل معروف ومنكر ، لكون الأمر بالشئ والحمل عليه فرعا للعلم بحسنه ، وكون اللهي عن الشئ والمنع منه فرعا في الحسن [1] للعلم بقبحه ، ولأن الحمل على فعل ما يجوز الحامل عليه كونه قبيحا . والمنع مما يجوز المانع منه كونه حسنا قبيح . وإن تعبد بإقامة حدود وجب كونه ممن لا يواقع ما يستحق به ، لأن ذلك يخرجه عن كونه إماما ، وإن تعبد بجهاد وجب كونه أشجع الرعية ، لكونه فئة لهم ، ويجب أن يكون هذه حاله عابدا زاهدا مبرزا فيهما على كافة الرعية ، لكونه قدوة فيهما .