نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 160
ولن يتمنوه أبدا ) [1] ، فقطع على عدم له ، فكان كما أخبر ، وهذا يقتضي اختصاص هذا الإخبار بالقديم تعالى المختص بعلم الكائنات القادر على منعهم من التمني بالقول ، ويجري ذلك مجرى لو قال لهم : الدلالة على صدقي أنه لا يستطيع أحد منكم أن ينطق بكذا ، مع كونهم قادرين على الكلام ، في ارتفاع اللبس أن تعذره يقتضي كون ذلك معجزا . ومنها : ما تضمنه من أخبار الأمم السالفة وقصص الرسل ، مع حصول نشوئه عليه السلام بعيدا عن مخالطة أهل الكتب والكتابة أميا فيها ، نائيا عن سماع أخبار الأنبياء . ومنها : ما تضمنه من الإخبار عن بواطن أهل النفاق وإظهارهم خلاف ما يبطنون ، والعلم [2] في النفوس موقوف عليه تعالى ، فيجب كونه دلالة على نبوته . ومنها : ما تضمنه من الإخبار عن الكائنات ، ومطابقة الخبر المخبر في قوله تعالى : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) [3] ، و ( لتدخلن المسجد الحرام ) [4] ( ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون ) [5] ، وقوله تعالى : ( لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ) [6] ، وقوله : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات
[1] البقرة 2 : 94 - 95 . [2] في النسخة : " في العلم " . [3] القمر 54 : 45 . [4] الفتح 48 : 27 . [5] الروم 30 : 1 - 3 . [6] الحشر 59 : 12 .
160
نام کتاب : تقريب المعارف نویسنده : أبو الصلاح الحلبي جلد : 1 صفحه : 160