قصد ؟ ! وإذا كان الناقلون لهذه القضيّة : قاضي القضاة ابن خلكّان الشافعي ، وحافظ المغرب ابن عبد البرّ المالكي ، والمؤرّخ الشهير ابن قتيبة . . وأمثالهم ، فما ذنب الشيعي إذا نقلها عنهم ؟ ! بل لقد حكى الحافظ الذهبي ذلك ولم يتعقّبه بشيء ، فقال : « قال معن والواقدي ومحمّد بن الضحّاك : حملت أمّ مالك بمالك ثلاث سنين . وعن الواقدي قال : حملت به سنتين » [1] . وقال : « قال معن القزّاز وجماعة : حملت بمالك أمّه ثلاث سنين » [2] . وقال الحافظ المالكي القاضي عياض في كتابه المؤلّف في فضائل مالك وعلماء مذهبه : « باب في مولد مالك - رحمه الله تعالى - والحمل به ومدّة حياته ووقت وفاته » : « واختلف في حمل أمّه به ، فقال ابن نافع الصائغ والواقدي ومعن ومحمّد بن الضحّاك : حملت به أمّه ثلاث سنين . وقال نحوه بكّار بن عبد الله الزبيري وقال : أنضجته - والله - الرحم . وأنشد الطرمّاح : < شعر > تظن بحملنا الأرحام حتّى * تنضّجنا بطون الحاملات < / شعر > قال ابن المنذر : وهو المعروف وروي عن الواقدي أيضاً : « إن حمل أمّه به سنتان . قاله عطاف بن خالد » [3] . هذه كلمات أئمّة القوم ، وفيهم رؤساء أتباع مالك ، كالقاضي عياض وابن عبد البرّ .
[1] سير أعلام النبلاء 8 : 132 . [2] العبر في خبر من غبر 1 : 210 . [3] ترتيب المدارك 1 : 111 .