وبقي في المطمورة خمس سنين ، كذا ذكره الذهبي . . . » [1] . * وأحمد بن عبد الحليم ابن تيميّة الحرّاني ، فقد طعن في كثير من الرجال وفي كثير من الأحاديث والأخبار ، وفي كثير من مصنّفات أهل السُنّة ، لروايتها ما يتمسّك به الإماميّة . . ولقد تمادى هذا الرجل في غيّه حتّى انبرى كبار علماء أهل السُنّة من أهل المذاهب الأربعة للفتوى ضدّه ، ثمّ أمر بأن ينادى بالحطّ عليه والمنع من اتّباعه ، ثمّ حبس ، حتّى مات في الحبس . * وشمس الدين الذهبي ، صاحب المؤلفّات الكثيرة وتلميذ ابن تيميّة الحرّاني والملازم له [2] فقد حكم على كثير من الأحاديث الصحيحة بالوضع ، وطعن في كثير من الرجال وأسقط رواياتهم عن درجة الاعتبار . . وقد فعل ذلك بالنسبة إلى كثير من أئمّة أهل السُنّة ومحدّثيهم المشاهير في كتابيه « ميزان الاعتدال » و « المغني في الضعفاء » حتّى أدرج في الثاني « محمّد بن إسماعيل البخاري » كما تقدّم . وقال السبكي بترجمته : « كان شديد الميل إلى آراء الحنابلة ، كثير الإزراء بأهل السنّة ، الّذين إذا حضروا كان أبو الحسن الأشعري فيهم مقدّم القافلة ، فلذلك لا ينصفهم في التراجم ، ولا يصفهم بخير إلاّ وقد رغم منه أنف الراغم . صنّف ( التاريخ الكبير ) وما أحسنه لولا تعصب فيه ، وأكمله لولا نقص فيه وأيّ نقص يعتريه » [3] . وقال : « وأمّا تاريخ شيخنا الذهبي غفر الله له ، فإنّه - على حسنه وجمعه -
[1] مرآة الجنان - حوادث سنة 595 . [2] وكم لقي الذهبي من الأذى والعنت لهذه العلاقة بابن تيميّة . قاله محقق كتاب « العبر » في المقدمة . [3] طبقات الشافعية 9 : 103 .