بأفضليّته ! ! واستشهاده بالآيات مردود بما عرفت في الكلام مع ابن تيميّة . على أنّه اعترف بحديث « عليّ منّي وأنا من عليّ » وهو ممّا لا يعترف به ابن تيميّة وسائر النواصب . 5 - ردّه على المساواة بأنّه : إن كان المراد المساواة في جميع الصفات ، يلزم المساواة بين عليّ والنبيّ في النبوّة والرسالة والخاتميّة والبعثة إلى الخلق كافّة ونزول الوحي . . . وإن كان المراد المساواة في بعض الصفات فلا يفيد المدّعى . . . قلنا : المراد هو الأوّل ، إلاّ النبوّة ، والأمور التي ذكرها من الخاتمية والبعثة . . . كلّها من شؤون النبوّة . . . فالآية دالّة على حصول جميع الكمالات الموجودة في النبيّ في شخص عليّ ، عدا النبوّة ، وقد جاء في الحديث عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لعليّ : « يا عليّ ! ما سألت الله شيئاً إلاّ سألت لك مثله ، ولا سألت الله شيئاً إلاّ أعطانيه ، غير إنّه قيل لي : أنّه لا نبيّ بعدك » [1] . 6 - وبذلك يظهر أنّه عليه السلام كان واجداً لحقيقة الإمامة - وهو وجوب الطاعة المطلقة ، والأولوّية التامّة بالنسبة للأمّة - في حياة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، إلاّ أنّه كان تابعاً للنبيّ مطيعاً له إطاعةً وانقياداً لم يحدّثنا التاريخ به عن غيره على الإطلاق .
[1] أخرجه جماعة ، منهم النسائي في الخصائص : 197 / 147 و 198 / 148 ، المناقب للخوارزمي : 110 / 117 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 310 .