المجاز لمن نزّل بمنزلة النفس ، وهو عليّ عليه السلام ، للحديث القطعي الوارد في القضيّة . * ثمّ إنّه أكّد كون أخذ الأربعة الأطهار عليهم السلام لمجرّد القرابة ، بإنكار الاستعانة بهم في الدعاء ، فقال : « لم يكن المقصود إجابة الدعاء فإنّ دعاء النبيّ وحده كاف » ! ! لكنّه اجتهاد في مقابلة النصّ ، فقد روى القوم أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لهم : « إذا أنا دعوت فأمّنوا » [1] ، وأنّه قد عرف أسقف نجران ذلك حيث قال : « إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها » أو : « لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها » [2] . * ثمّ قال ابن تيميّة : « لم يكن المقصود دعوة من دعاه لإجابة دعائه ، بل لأجل المقابلة بين الأهل والأهل . . . فإنّ المقصود أنّ أولئك يأتون بمن يشفقون عليه طبعاً كأبنائهم ونسائهم ورجالهم . . . » . وهذا كلام النواصب . . . كما نصّ عليه الدهلوي في عبارته . وحاصل كلامه : أنّه إنّما دعاهم لكونهم أقرباءه فقط ، على ما كان عليه المتعارف في المباهلة ، فلا مزيّة لمن دعاه أبداً ، فلا دلالة في الآية على مطلوب الشيعة أصلاً ، لكنّهم كالنصارى . . . ! ! لكنّه يعلم بوجود الكثيرين من أقربائه - من الرجال والنساء - وعلى رأسهم عمّه العبّاس ، فلو كان التعبير بالنفس لمجرد القرابة لدعا العبّاس وأولاده
[1] تقدّم ذكر بعض مصادره . [2] الكشّاف 1 : 565 ، الرازي 8 : 85 ، البيضاوي : 76 وغيرهم ، بتفسير الآية .