أموالكم » قال عمر : فوالله ما تمنّيت الإمارة إلاّ يومئذ ، فجعلت أنصب صدري رجاء أن يقول : هو هذا . فالتفت إلى عليّ فأخذ بيده وقال : « هو هذا ، هو هذا » [1] . وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم منزّلاً إياه منزلة نفسه : « إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله » فاستشرف له أبو بكر وعمر وغيرهما ، كلّ يقول : أنا هو ؟ قال : لا ; ثمّ قال : « ولكن خاصف النعل » وكان قد أعطى عليّاً نعله يخصفها [2] . إلى غير ذلك من الأحاديث ، وقد سبق ذكر بعضها أيضاً . فإذا كان هذا قول الله وكلام الرسول ، فماذا نفعل نحن ؟ ! * ثمّ إنّه أنكر دلالة لفظ « الأنفس » على « المساواة » في لغة العرب ، فقال بأنّ المراد منه في الآية هو من يتّصل بالقرابة ، واستشهد لذلك بآيات من القرآن . لكن ماذا يقول ابن تيميّة في الآيات التي وقع فيها المقابلة بين « النفس » و « الأقرباء » كما في قوله تعالى : ( يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) [3] وقوله تعالى : ( الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم ) [4] فكذلك آية المباهلة . غير أنّ « النفس » في الآيتين المذكورتين مستعملة في نفس الإنسان على وجه الحقيقة ، أمّا في آية المباهلة فيه مستعملة - لتعذّر الحقيقة - على وجه
[1] راجع : الاستيعاب 3 : 1110 ، ترجمة أمير المؤمنين . [2] أخرجه أحمد 4 : 420 / 10896 ، والحاكم 3 : 122 ، والنسائي في الخصائص : 219 / 156 ، وابن عبد البر وابن حجر وابن الأثير ، أُسد الغابة 3 : 611 ، بترجمته . وكذا غيرهم . [3] سورة التحريم 66 : 6 . [4] سورة الزمر 39 : 15 ، وسورة الشورى 42 : 45 .