كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون ) . قالا : فما نزداد منك في أمر صاحبنا إلاّ تبايناً ، وهذا الأمر الذي لا نقرّ لك ، فهلمّ فلنلاعنك أينا أولى بالحقّ ، فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، فإنّها مثلة وآية معجّلة . فأنزل الله عزّ وجلّ آية المباهلة على رسول الله صلّى الله عليه وآله ( فمن حاجّك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) فتلا عليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله ما نزّل عليه في ذلك من القرآن ، فقال صلّى الله عليه وآله : إن الله قد أمرني [ أن ] أصير إلى ملتمسكم ، وأمرني بمباهلتكم إن أقمتم وأصررتهم على قولكم . قالا : وذلك آية ما بيننا وبينك ، إذا كان غداً باهلناك . ثمّ قاما وأصحابهما من النصارى معهما ، فلمّا أبعدا - وقد كانوا أنزلوا بالحرّة - أقبل بعضهم على بعض فقالوا : قد جاءكم هذا بالفصل من أمره وأمركم ، فانظروا أوّلا بمن يباهلكم ، أبكافة أتباعه ، أم بأهل الكتاب من أصحابه ، أو بذوي التخشّع والتمسكن والصفوة ديناً وهم القليل منهم عددا ؟ فإن جاءكم بالكثرة وذوي الشدّة منهم ، فإنّما جاءكم مباهياً كما يصنع الملوك ، فالفلج إذن لكم دونه ، وإن أتاكم بنفر قليل ذوي تخشّع فهؤلاء سجية الأنبياء وصفوتهم وموضع بهلتهم ، فإيّاكم والإقدام إذن على مباهلتهم ، فهذه لكم أمارةً ، وانظروا حينئذ ما تصنعون ما بينكم وبينه ، فقد أعذر من أنذر . فأمر صلّى الله عليه وآله بشجرتين فقصدتا وكسح ما بينهما ، وأمهل حتّى إذا كان من الغد أمر بكساء أسود رقيق فنشر على الشجرتين ، فلمّا أبصر السيّد