من غير فحل ، وجعلتك آيةً للعالمين ، فإيّاي فاعبد وعلىّ فتوكلّ ، وخذ الكتاب بقوة ثمّ فسّره لأهل سوريا ، وأخبرهم أنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الحي القيوم ، الذي لا أحول ولا أزول ، فآمنوا بي وبرسولي النبيّ الأمّيّ الذي يكون في آخر الزمان ، نبيّ الرحمة والملحمة ، الأوّل والآخر . قال : أوّل النبيّين خلقاً وآخرهم مبعثاً ، ذلك العاقب الحاشر ، فبشّر به بني إسرائيل . قال عيسى عليه السلام : يا مالك الدهور وعلاّم الغيوب ، من هذا العبد الصالح الذي قد أحبّه قلبي ولم تره عيني ؟ قال : ذلك خالصتي ورسولي ، المجاهد بيده في سبيلي ، ويوافق قوله فعله وسريرته علانيته ، أنزل عليه توراةً حديثةً أفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفاً ، فيها ينابيع العلم وفهم الحكمة وربيع القلوب ، وطوباه طوبى أمّته . قال : ربّ ما اسمه وعلامته ؟ وما أكلّ أمّته - يقول ملك أمّته - ؟ وهل له من بقية - يعني ذرّيّة - ؟ قال : سأنّبئك بما سألت ، اسمه أحمد صلّى الله عليه وآله ، منتخب من ذرّيّة إبراهيم ، ومصطفى من سلالة إسماعيل عليه السلام ، ذو الوجه الأقمر ، والجبين الأزهر ، راكب الجمل ، تنام عيناه ولا ينام قلبه ، يبعثه الله في أمّة أميّة ما بقي الليل والنهار ، مولده في بلد أبيه إسماعيل ، - يعني مكة - ، كثير الأزواج قليل الأولاد ، نسله من مباركة صدّيقة ، يكون له منها ابنة لها فرخان سيّدان يستشهدان ، اجعل نسل أحمد منهما ، فطوباهما ولمن أحبهما وشهد أيّامهما فنصرهما . قال عيسى عليه السلام : إلهي ! وما طوبى ؟