قال : ربّ ما الفاتح الخاتم ؟ قال : هذا محمّد خيرتي ، وبكر فطرتي ، وحجّتي الكبرى في بريّتي ، نبّأته واجتبيته إذ آدم بين الطين والجسد ، ثمّ إنّي باعثه عند انقطاع الزمان لتكملة ديني ، وخاتم به رسالتي ونذري ، وهذا عليّ أخوه وصديقه الأكبر ، آخيت بينهما واخترتهما وصليت وباركت عليهما ، وطهّرتهما وأخلصتهما ، والأبرار منهما وذرّيّتهما قبل أن أخلق سمائي وأرضي وما فيهما من خلقي ، وذلك لعلمي بهم وبقلوبهم ، إنّي بعبادي عليم خبير . قال : ونظر إبراهيم عليه السلام فإذا اثنا عشر عظيماً تكاد تلألأ أشكالهم لحسنها نوراً ، فسأل ربّه جلّ وتعالى وقال : ربّ نبّئني بأسماء هذه الصور المقرونة بصورة محمّد ووصيّه ; وذلك لما رأى من رفيع درجاتهم والتحاقهم بشكلي محمّد ووصيّه عليهم السلام ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : هذه أمتي والبقيّة من نبيّي ، فاطمة الصدّيقة الزهراء ، وجعلتها مع خليلها عصبةً لذرّيّة نبيّي هؤلاء ، وهذا الحسنان ، وهذا فلان ، وهذا فلان ، وهذا كلمتي التي أنشر به رحمتي في بلادي ، وبه أنتاش ديني وعبادي ذلك بعد إياس منهم وقنوط منهم من غياثي ، فإذا ذكرت محمّداً نبيّي لصلواتك فصلّ عليهم معه يا إبراهيم . قال : فعندها صلّى عليهم إبراهيم صلّى الله عليه وآله ، فقال ربّ صلّ على محمّد وآله محمّد كما اجتبيتهم وأخلصتهم إخلاصاً . فأوحى الله عزّ وجلّ : لتهنك كرامتي وفضلي عليك ، فإنّي صائر بسلالة محمّد صلّى الله عليه وآله ومن اصطفيت معه منهم إلى قناة صلبك ومخرجهم منك ثمّ من بكرك إسماعيل ، فأبشر يا إبراهيم فإنّي واصلٌ صلاتك بصلاتهم ومتبع ذلك