ومكتوب : فلان خيرة الله ، فلان صفوة الله ، فلان أمين الله عزّ وجلّ فذكر عدّة أسماء تنتظم حساب المعدود - . قال آدم عليه السلام : فمحمد صلّى الله عليه وآله - يا بني - ومن خطّ من تلك الأسماء معه أكرم الخلائق على الله جميعاً . ثمّ ذكر أنّ أبا حارثة سأل السيّد والعاقب أن يقفا على صلوات إبراهيم عليه السلام الذي جاء بها الأملاك من عند الله عزّ وجلّ ، فقنعوا بما وقفوا عليه في الجامعة ، قال أبو حارثة : لا ، بل شارفوها بأجمعها واسبروها ، فإنّه أصرم للغدور ، وأرفع لحكة الصدور ، وأجدر ألا ترتابوا في الأمر من بعد . فلم يجد من المصير إلى قوله من بدّ ، فعمد القوم إلى تابوت إبراهيم عليه السلام ، قال : وفيه : وكان الله عزّ وجلّ بفضله على من يشاء من خلقه - قد اصطفى إبراهيم عليه بخلّته ، وشرّفه بصلواته وبركاته وجعله قبلةً وإماماً لمن يأتي من بعده ، وجعل النبوّة والكتاب والإمامة في ذرّيّته ، يتلقّاها آخر عن أول ، وورّثه تابوت آدم عليه السلام المتضمّن للحكمة والعلم الذي فضّله الله عزّ وجلّ به على الملائكة طرّاً . فنظر إبراهيم عليه السلام في ذلك التابوت ، فأبصر فيه بيوتاً بعدد ذوي العزم من الأنبياء المرسلين وأوصيائهم من بعدهم ، ونظرهم فإذا بيت محمّد صلّى الله عليه وآله آخر الأنبياء ، عن يمينه علىّ بن أبي طالب آخذٌ بحجزته ، فإذا شكل عظيم يتلألأ نوراً فيه هذا صنوه ووصيه المؤيّد بالنصر . فقال إبراهيم عليه السلام : إلهي وسيدي ! من هذا الخلق الشريف ؟ فأوحى الله عزّ وجلّ : هذا عبدي وصفوتي ، الفاتح الخاتم ، وهذا وصيه الوارث .