من لسان أهل سوريا إلى لسان العرب - يعني صحيفة شمعون بن حمون الصفا التي توارثها عنه أهل النجران - ؟ قال السيّد : ألم يقل بعد بند طويل من كلام : فإذا طبقت وقطعت الأرحام ، وعفت الأعلام ، بعث الله عبده الفارقليطا بالرحمة والمعدلة . قالوا : وما الفارقليطا يا روح الله ؟ قال : أحمد النبيّ الخاتم الوارث ذلك الذي يصلّى عليه حيّاً ويصلّى عليه بعدما يقبضه إليه ، بابنه الطاهر الخاير ، ينشره الله في آخر الزمان بعدما انفصمت عرى الدين ، وخبت مصابيح الناموس ، فأفلت نجومه ، فلا يلبث ذلك العبد الصالح إلاّ أممّا حتّى يعود الدين به كما بدأ ، ويقرّ الله عزّ وجلّ سلطانه في عبده ثمّ في الصالحين من عقبه ، وينشر منه حتّى يبلغ ملكه منقطع التراب . قال حارثة : كلّ ما قد أنشدتما حقّ ، لا وحشة مع الحقّ ، ولا أنس في غيره ، فمه ؟ قال السيّد : فإنّ من الحقّ أن لا حظّ في هذه الأكرومة للأبتر . قال حارثة : إنّه لكذلك ، أليس بمحمّد ؟ ! قال السيّد : إنّك ما عملت إلاّ لدّاً ، ألم يخبرنا سفرنا وأصحابنا في ما تجسّسنا من خبره أن ولديه الذكرين القرشيّة والقبطيّة بادا - يعني هلكا - وغودر محمّد كقرن الأعضب موف على ضريحه ، فلو كان له بقيّة لكان لك بذلك مقالاً إذا ولّت أبناؤه الذي يذكر . قال حارثة : العبر - لعمرو الله - كثيرة والاعتبار بها قليل ، والدليل موف على سنن السبيل إن لم يعش عنه ناظر ، وكما أنّ أبصار الرمدة لا تستطيع النظر في قرص الشمس لسقمها ; فكذلك البصائر القصيرة لا تتعلّق بنور الحكمة