« ليس فيه تصريح بأنّه أمر سعداً بسبه ، وإنّما سأله » كذب ، فقد تقدّم في بعض النصوص التصريح ب « الأمر » و « النيل » و « التنقيص » وهذا كلّه مع تهذيب العبارة ، كما لا يخفى . بل ذكر ابن تيميّة : أن معاوية أمر بسبّ عليّ [1] . بل جاءت الرواية عن مسلم والترمذي على واقعها ، ففي رواية القندوزي الحنفي عنهما ، قال : « وعن سهل بن سعد ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً أن يسبّ أبا التراب ، قال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً . . . أخرجه مسلم والترمذي » [2] . وخامساً : قولهم : « كأنّه يقول . . . فإن كان تورّعاً . . . فأنت مصيب محسن » يكذّبه ما جاء التصريح به في بعض ألفاظ الخبر من أنّ سعداً خرج من مجلس معاوية غضبان وحلف ألاّ يعود إليه ! ! وعلى كلّ حال . . . فهذا نموذج من تلاعبهم بمساوئ أسيادهم ، لإخفائها ، وسترى - في الفصل اللاّحق - نموذج تلاعبهم بفضائل عليّ عليه السلام ، لإخفائها ، وهذا دين القوم وديدنهم ، حشرهم الله مع الّذين يدافعون عنهم ويودّونهم ! ! * وروى ابن شبّة ، المتوفّى سنة 262 ، قال : « حدّثنا الحزامي ، قال : حدّثنا ابن وهب ، قال : أخبرني الليث بن سعد ، عن من حدّثه ، قال : جاء راهبا نجران إلى النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يعرض عليهما الإسلام . . . قال :