وهو عند ابن ماجة باللفظ الآتي : « قدم معاوية في بعض حجّاته ، فدخل عليه سعد ، فذكروا عليّاً ، فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه . وسمعته يقول : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي . وسمعته يقول : لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبّ الله ورسوله » [1] . أقول : إنّه إن أمكن حمل اختلاف ألفاظ الروايات في الخصال الثلاث على وجه صحيح ، ولا يكون هناك تحريف - ومن هنا كان الأمر بالتأمّل في بحثنا حول آية التطهير - فلا ريب في تحريف القوم للّفظ في ناحية أخرى ، وهي قضيّة سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والنيل منه ، خاصّةً مع السند الواحد ! فإنّ أحمد ومسلماً والترمذي والنسائي وابن عساكر [2] كلّهم اشتركوا في الرّواية بسند واحد ، فجاء عند غير أحمد : « أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ؟ ! فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً . . . سمعت . . . » . لكنّ أحمد حذف ذلك كلّه وبدأ الحديث من « سمعت . . . » وكأنّه لم تكن هناك أيّة مناسبة لكلام سعد هذا ! ! أمّا الحاكم فيروي الخبر بنفس السند ويحذف المناسبة وخصلتين من الخصال الثلاث ! !
[1] سنن ابن ماجة 1 : 90 / 121 . [2] تاريخ مدينة دمشق 42 : 111 - 112 .