فهم أوّل من عبد الله في الأرض وآمن بالله وبالرسول ، وهم أولياؤه وعشيرته وأحقّ الناس بهذا الأمر من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلاّ ظالم » [1] . وفي رواية ابن خلدون : « نحن أولياء النبيّ وعشيرته وأحقّ الناس بأمره ، ولا ننازع في ذلك » [2] . وفي رواية المحبّ الطبري عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب : « فكنّا - معشر المهاجرين - أوّل الناس إسلاماً ، ونحن عشيرته وأقاربه وذوو رحمه ، ونحن أهل الخلافة ، وأوسط الناس أنساباً في العرب ، ولدتنا العرب كلّها ، فليس منهم قبيلة إلاّ لقريش فيها ولادة ، ولن تصلح إلاّ لرجل من قريش . . . » [3] . وهل اجتمعت هذه الصفات - في أعلى مراتبها وأسمى درجاتها - إلاّ في عليّ عليه السلام ؟ ! إنّ عليّاً عليه السلام هو الذي توفّرت فيه هذه الصفات واجتمعت الشروط . . . فهو « عشيرة النبيّ » و « ذو رحمه » و « وليّه » وهو « أوّل من عبد الله في الأرض وآمن به » فهو « أحقّ الناس بهذا الأمر من بعده » و « لا ينازعه في ذلك إلاّ ظالم » ! ! ومن هنا نراه عليه السلام يحتجّ على القوم في الشورى ب « الأقربية » فيقول : « أنشدكم بالله ، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم في الرحم منّي ، ومن جعله نفسه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري ؟ ! قالوا : اللّهمّ لا » الحديث [4] .
[1] تاريخ الطبري 3 : 219 . [2] تاريخ ابن خلدون 4 : 854 . [3] الرياض النضرة 1 : 236 . [4] الصواعق المحرقة : 239 عن الدارقطني .