أسألكم عليه إلاّ المودّة في القربى ) فقال سعيد بن جبير : قربى محمّد صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ; قال ابن عبّاس : عجلت ! وإن رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لم يكن بطن من قريش إلاّ لرسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فيهم قرابة . فنزلت ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ) إلاّ أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم [1] . وكذلك روى البخاري [2] هذا الحديث ، وليس عنده ( فنزلت ) . وأخرجه الطبري 25 : 23 وفيه : إلاّ القرابة التي بيني وبينكم أن تصلوها . وعزاه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 3 : 368 إلى أحمد بن منيع وقال : صحيح . هذا ، ويدلّ أنّ هذه الآية تدلّ على هذا المعنى : أنّ الله تعالى لم يقل : ( إلاّ المودّة لذي القربى ) ، بل قال : ( في القربى ) . ألا ترى أنّه لمّا أراد ذوي قربته قال : ( واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأنّ لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) . وليس موالاتنا لأهل البيت من أجر النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم في شي ، وهو صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لا يسألنا أجراً ، بل أجره على الله تعالى . ثمّ إنّ الآية مكيّة باتّفاق ، ولم يكن علىّ تزوّج بفاطمة بعد ، ولا وُلد ولد لهما . وبهذا يتبين لك التكلف الممقوت ، وتحميل كلام الله عزّ وجلّ مالا يحتمل عندما يقول المؤلّف : ( بل اختصهم الله سبحانه بذلك تفضيلا لهم على من سواهم : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ومن يقترف حسنة ( وهي هنا مودّتهم )
[1] مسند أحمد 1 : 379 / 2025 . [2] صحيح البخاري 3 : 320 / 4818 .