وممّا يبيّن أنّ الآية متضمنة للأمر والنهي قوله في سياق الكلام ( الأحزاب : 30 - 34 ) ( يا نساء النبيّ من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة ) إلى قوله : ( ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً * واذكرن ما يتلى في بيوتكنّ . . . ) . فهذا السياق يدلّ على أنّ ذلك أمر ونهي ، وأنّ الزوجات من أهل البيت ، فإنّ السياق إنّما هو في مخاطبتهن . ويدلّ الضمير المذكّر على أنّه عمّ غير زوجاته كعليّ وفاطمة وابنيهما ، كما أن مسجد قبا أسّس على التقوى ، ومسجده أيضاً أسّس على التقوى وهو أكمل في ذلك ، فلمّا نزلت ( التوبة : 108 ) : ( لمسجد أسّس على التقوى ) تناول اللفظ مسجد قبا ولمسجده بطريق الأولى . وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم [1] : ( . . . وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي . ثلاثاً ) . فقال الحصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ ! قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : آل عليّ ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عبّاس . قال : كلّ هؤلاء حرم الصدقة ؟ ! قال : نعم . ( مسلم 7 / 122 - 123 ) . وفي الصحيحين : اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى أزواجه وذرّيّته [2] .
[1] كذا . [2] صحيح البخاري 4 : 206 / 6360 . صحيح مسلم 1 : 371 / 407 .