وافتراء ، ولمّا مرَّ على ظهور هذا الكتاب قرابة الثلاثين عاماً [1] ، ولم نجد أحداً من علماء السنّة قد ردّ على هذه المراجعات المكذوبة جملةً وتفصيلاً . ولمّا كان هذا الكتاب قد أثّر في بسطاء المسلمين وعامّتهم ، جهلاً منهم بعقيدة الرافضة وأصولهم المخالفة لأصول الإسلام الثابتة في الكتاب والسنّة الصحيحة ، وظنّاً منهم بصدق هذه المراجعات ، غير مدركين تدليس وكذّب صاحبها ، حيث أظهر موافقة شيخ الأزهر على كلّ ما عرضه من أدلّة مكذوبة ، وفي الوقت نفسه لم يجدوا من يكشف لهم كذب هذه المراجعات ، ويبيّن لهم ما اشتملت عليه من زيغ وضلال . ولمّا كان تحذير المسلمين من عدوّهم ، وفضح كلّ الطوائف والفرق الخارجة على الإسلام أمراً واجباً على كلّ داعية ، بل هو من أعظم القربات إلى الله حتّى يميّزوا الخبيث من الطيّب ، ويبيّنوا سبيل المجرمين . لهذا كلّه نرى أنفسنا مضطرّين للردّ على كتاب المراجعات ، سائلين الله أن يجعل هذا خالصاً لوجهه ، ودفاعاً عن أوليائه ، ونصرةً لدينه ، وغيرةً على سنّة نبيّه » . أقول : أوّلاً : أنّنا عندما ننقل هذه العبارات نرجو المعذرة من كلّ مسلم غيور متأدّب بآداب الإسلام ، بل من كلّ إنسان متخلّق بالأخلاق الفاضلة ، وخاصّةً من
[1] المراجعات طبعت عام 1355 ، فقد مرّ على ظهورها حتّى تاريخ ما كتبه هذا الرجل - وهو سنة 1406 - قرابة الخمسين عاماً .