روى عنه : ولده الفضل ، ويحيى بن أكثم ، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، والأمير عبد الله بن طاهر ، وأحمد بن الحارث الشيعي ، ودعبل الخزاعي ، وآخرون . وكان أفضل رجال بين العبّاس حزماً وعزماً ، وحلماً وعلماً ، ورأياً ودهاءً ، وهيبةً وشجاعةً ، وسؤدداً وسماحةً ، وله محاسن وسيرة طويلة ، لولا ما أتاه من محنة الناس في القول بخلق القرآن ، ولم يل الخلافة من بني العبّاس أعلم منه ، وكان فصيحاً مفوّهاً . . . » [1] . تكلّم المأمون في آية الغار ، في مجلس ضمّ قاضي القضاة يحيى بن أكثم وأئمّة العصر في الفقه والحديث ، في مسائل كثيرة من أبواب الفضائل والمناقب ، فكان أن قال لمخاطبه - وهو : إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد ; والراوي إسحاق نفسه - : « . . . فما فضله الذي قصدت له الساعة ؟ قلت قول الله عزّ وجلّ : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا ) [2] فنسبه إلى صحبته . قال : يا إسحاق أمّا إنّي لا أحملك على الوعر من طريقك ، إنّي وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة من رضيه ورضي عنه كافراً ، وهو قوله : ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا * لكنّا هو الله ربّي ولا أشرك بربّي أحداً ) [3] . قلت : إن ذلك كان صاحباً كافراً ، وأبو بكر مؤمن .
[1] تاريخ الخلفاء : 245 - 246 . [2] سورة التوبة 9 : 40 . [3] سورة الكهف 18 : 37 و 38 .