الكتب والمصنّفات من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم ، في جميع العلوم ، عقلية ونقلية ، ولا سيّما الصحاح الستّة وموطّأ مالك ومسند أحمد ومستدرك الحاكم ، وسائر المسانيد ، وكتب التفسير والكلام والفقه ، وبقيّة العلوم الإسلامية مطلقاً . وممّن نعمنا بخدمته في مصر ، وتبادلنا معه الزيارات ، وكانت بيننا وبينه محاضرات ومناظرات ، في مسائل فقهية وأصولية وكلامية ، دلّت على غزارة فضله ورسوخ قدمة في العلم والفضيلة : شيخنا الشيخ محمّد عبد الحيّ ابن الشيخ عبد الكريم الكتّاني الإدريسي الفاسي . وقد أجازني أيضاً إجازة عامّة وسّعت طرقي في الرواية والحديث . واطّردت المراسلة بعد العودة إلى البلاد بيني وبين شيخنا البشري زمناً ، ثمّ طغت عليها الشواغل وكوارث الحرب العامّة الأولى [1] . وكان رجوعنا من مصر في جمادى الأولى سنة 1330 » [2] . وقال شارحاً قصّة « المراجعات » حين ذكر مؤلّفاته : « كتاب المراجعات ، أو : المناظرات الأزهرية والمباحثات المصرية . مجلّد واحد ، يثبّت رأي الإماميّة في الإمامة والخلافة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ألّفناه في مصر ، إذ أتيناها سنة 1329 ، فجمعنا الحظّ السعيد بإمامها الوحيد : الشيخ سليم البشري المالكي ، شيخ الجامع الأزهر في ذلك العهد ، حضرت درسه ، وأخذت عنه علماً جمّاً ، وكان عيلم علم ، وعلم حلم ، وكنت أختلف إلى منزله أخلو به في البحث عمّا لا يسعنا البحث عنه إلاّ في
[1] أُعلنت الحرب العالمية الأُولى سنة 1332 ، أي بعد رجوعه بسنتين فقط . [2] موسوعة الامام السيد عبد الحسين شرف الدين 7 : 3427 .