ورابعاً : لو سلّمنا ضعف أسانيد جميع هذه الأحاديث ، فقد تقرّر عندهم أنّ هكذا حديث - حتّى لو كان كلّ طرقه ضعيفة - حجّة : قال المنّاوي - بعد الكلام على بعض الأخبار ردّاً على ابن تيميّة - : « وهذه الأخبار وإن فرض ضعفها جميعاً ، لكن لا ينكر تقوّي الحديث الضعيف - بكثرة طرقه وتعدّد مخرجيه - إلاّ جاهل بالصناعة الحديثية أو معاند متعصّب ، والظنّ به أنّه من القبيل الثاني » [1] . قلت : بل هو اليقين في مثل ابن تيميّة والذهبي ! بالنظر إلى ما أسلفنا باختصار من ذكر ترجمتهما وتصريح غير واحد من الأعلام بكونهما معاندين يتكلّمان بالتعصّب والهوى . * وقد قلّدهما في الطعن في الأحاديث بهذه الطريقة بعض المعاصرين ، ثمّ أصبح - بدوره - قدوة لبعض الناشئة من الكتّاب . . . وهو الشيخ ناصر الدين الألباني ، قال : « 894 - من سرّه أن يحيا حياتي . . . موضوع ، أخرجه أبو نعيم 1 : 86 من طريق . . . وقال : وهو غريب . قلت : وهذا إسناد مظلم ، كلّ من دون ابن أبي روّاد مجهولون ، لم أجد من ذكرهم ، غير أنّه يترجح عندي أنّ أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم إنّما هو : ابن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر ، قال ابن أبي