وكان هذا الرجل وجهاً من وجوه أصحابنا بالبصرة ، وكان أخبارياً واسع العلم ، وصنّف كتباً كثيرة . وقال لي أبو العبّاس بن نوح : إنّني أروي عن عشرة رجال عنه . له كتب منها : الجمل الكبير ، والجمل المختصر ، وكتاب صفّين الكبير ، وكتاب صفّين المختصر ، مقتل الحسين عليه السلام ، كتاب النهر ، كتاب الأجواد ، كتاب الوافدين ، مقتل أمير المؤمنين عليه السلام ، أخبار زيد عليه السلام ، أخبار فاطمة عليها السلام ومنشأها ومولدها ، كتاب الجبل . أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن عليّ بن نوح ، قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ ابن يحيى بن جعفر السلمي الحذّاء ، وأبو عليّ أحمد بن الحسين بن إسحاق بن شعبة الحافظ ، وعبد الجبّار بن شيران الساكن بنهر خطّي ، في آخرين ، قالوا : حدّثنا محمّد بن دينار الغلابي بجميع كتبه . ومات محمّد بن زكريّا سنة 298 » [1] . إذن ، لا بدّ أن يتّهمه الذهبي وأمثاله . . . ! ! لكن لا يخفى أنّ هذا الجرح ساقط ، لما قرّرنا في مقدّمات البحث - وعلى ضوء كلمات أعلام القوم - من أنّ الجرح المستند إلى الاختلاف في العقيدة غير مسموع ، وأنّ التشيّع ليس بضائر . . . مضافاً إلى ما ذكرناه في التعريف بالذهبي وطريقته في الجرح . . . وعلى هذا كلّه ، فإنّه يبقى توثيق ابن حبّان للغلابي بلا معارض . فالحديث معتبر ، ويؤيّده كثرة طرقه وسكوت أبي نعيم وابن عساكر