أقول : أمّا ترك أبي حاتم حديث بشر فلا يعبأ به ، لقول الذهبي نفسه بترجمة أبي حاتم : « إذا وثّق أبو حاتم رجلا فتمسّك بقوله ، فإنّه لا يوثّق إلاّ رجلا صحيح الحديث . وإذا ليّن رجلا أو قال فيه : لا يحتج ّبه ، فلا ، توقّف حتّى ترى ما قال غيره فيه ، فإن وثّقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم ، فإنّه متعنّت في الرجال ، قد قال في طائفة من رجال الصحاح : ليس بحجّة ، ليس بقويّ ، أو نحو ذلك » [1] . وقال بترجمة أبي زرعة الرازي : « يعجبني كثيراً كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل ، يبين عليه الورع والخبرة ، بخلاف رفيقه أبي حاتم ، فإنّه جرّاح » [2] . وأمّا اتّهامه « الغلابي » فمردود : أوّلا : بأنّه قد تابعه غيره في هذا الحديث عن بشر ، وهو : « أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل » في رواية ابن عساكر [3] . وثانياً : فإنّ كلمة « متّهم » بحاجة إلى بيان ، فلماذا الإجمال ؟ ! أمّا في « تذكرة الحفّاظ » [4] و « سير أعلام النبلاء » [5] فذكره فيمن توفّي سنة 290 ولم يزد على ذلك شيئاً . وأمّا في « العبر » فقد ترجم له بقوله : « وفيها : محمّد بن زكريّا الغلابي
[1] سير أعلام النبلاء - ترجمة أبي حاتم 13 : 260 . [2] سير أعلام النبلاء - ترجمة أبي زرعة 13 : 81 . [3] تاريخ مدينة دمشق 42 : 242 . [4] تذكرة الحفّاظ 2 : 639 . [5] سير أعلام النبلاء 13 : 534 .