وأمّا قوله : « منكر » فلا يضرّ باعتبار الحديث ، لأن الحافظ النووي يقول في « معرفة المنكر » : « قال الحافظ البرديجي : هو الفرد الذي لا يعرف متنه عن غير راويه ، وكذا أطلقه كثيرون . . . » [1] . وأمّا قول أبي نعيم : « وهو غريب » فلا يضرّ كذلك ، لأنّ « الغرابة » تجتمع مع « الصحّة » السنديّة ، ولذا نرى كثيراً ما يقولون : « غريب صحيح » . وقال الحافظ النووي : « الغريب والعزيز : إذا انفرد عن الزهري وشبهه ممّن يجمع حديثه رجل بحديث سمّي : غريباً ، فإن انفرد اثنان أو ثلاثة سمّي عزيزاً ، فإن رواه جماعة سمّي : مشهوراً . ويدخل في الغريب ما انفرد راو بروايته أو بزيادة في متنه أو إسناده . . . وينقسم إلى صحيح وغيره وهو الغالب » [2] . وأمّا طعن الذهبي في سند الحديث عن « حذيفة بن اليمان » فقد جاء بترجمة : « بشر بن مهران » إذ قال : « بشر بن مهران الخصّاف ، عن شريك . قال ابن أبي حاتم : ترك أبي حديثه . ويقال : بشير . قلت : قد روى عنه محمّد بن زكريّا الغلابي - لكنّ الغلابي متّهم - قال : حدّثنا شريك ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت ميتتي ، ويتمسّك بالقضيب الياقوت ، فليتولّ علىّ بن أبي طالب من بعدي » [3] .
[1] تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 1 : 276 . [2] تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 2 : 632 . [3] ميزان الاعتدال 1 : 325 .