محلّه ؟ قال : الصدق إن شاء الله » . وقد تقدّم - ويأتي - أن « التشيّع » غير قادح . * وأمّا دعوى أنّ الحديث يشمل بني هاشم كلّهم ، فجهل أو تجاهل ، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ينهى عن التقدّم على « عترته » وعن تعليمهم ، ويعلّل ذلك : بأنّهم أعلم منكم ، وكيف يشمل هذا جميع بني هاشم ؟ ! وليت الرجل راجع كلمات شرّاح الحديث من أبناء مذهبه ! فإنّ الذي قاله ابن حجر المكّي قد نصّ عليه غير واحد من أعلام الحديث والعلماء الحفّاظ : قال القاري في شرح المشكاة : « أقول : والأظهر هو أنّ أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله . فالمراد بهم أهل العلم منهم ، المطّلعون على سيرته ، الواقفون على طريقته ، العارفون بحكمه وحكمته . وبهذا يصلح أن يكونوا مقابلاً لكتاب الله سبحانه كما قال : ( ويعلّمهم الكتاب والحكمة ) . ويؤيّده ما أخرجه أحمد في المناقب ، عن حميد بن عبد الله بن زيد : أنّ النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ذُكر عنده قضاء قضى به عليّ بن أبي طالب فأعجبه وقال : الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت . . . » [1] . وقال المنّاوي : « وعترتي أهل بيتي . تفصيل بعد إجمال ، بدلاً أو بياناً . وهم أصحاب الكساء الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » [2] . وقال عبد الحقّ الهندي : « والعترة رهط الرجل وأقرباؤه وعشيرته الأدنون ، وفسّره صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بقوله : وأهل بيتي ، للإشارة إلى أنّ
[1] مرقاة المفاتيح 5 : 600 . [2] فيض القدير - شرح الجامع الصغير 3 : 14 .