أحمد والشيخان وغيرهم عن طاووس عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس ، وقد تقدّم في أوّل أخبار المسألة . ويقع الكلام على هذا الخبر في جهتين : الأولى : جهة السند : فإنّ مدار الخبر على « شعبة بن الحجّاج » وقد كان هذا الرجل ممّن يكذب ويضع على أهل البيت ، فقد ذكر الشريف المرتضى رحمه الله أنّه روى عن جعفر ابن محمّد أنّه كان يتولّى الشيخين [1] ! فمن يضع مثل هذا لا يستبعد منه أن يضع على ابن عبّاس في نزول الآية . ثمّ إنّ الراوي عن شعبة عند أحمد « يحيى بن عبّاد الضبعي البصري » قال الخطيب : « نزل بغداد وحدّث بها عن شعبة . . . روى عنه أحمد بن حنبل . . . » [2] . وقد أورد ابن حجر هذا الرجل فيمن تكلّم فيه من رجال البخاري ، فنقل عن الساجي أنّه ضعيف ، وعن ابن معين أنّه ليس بذاك وإن صدّقه [3] . وروى الخطيب بإسناده عن ابن المديني ، قال : سمعت أبي يقول : يحيى ابن عبّاد ليس ممّن أحدّث عنه ، وبشّار الخفّاف أمثل منه . وبإسناده عن يحيى بن معين : لم يكن بذاك ، قد سمع وكان صدوقاً ، وقد أتيناه فأخرج كتاباً فإذا هو لا يحسن يقرأه فانصرفنا عنه . وبإسناده عن الساجي : ضعيف ، حدّث عنه أهل بغداد . سمعت الحسن بن
[1] الشافي في الإمامة 4 : 111 . [2] تاريخ بغداد 14 : 144 . [3] مقدّمة فتح الباري : 452 .