الخلوات ، وكان جلّ بحثنا هذا في الإمامة ، التي ما سلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينيّة مثل ما سلّ عليها ، وقد فرضنا على أنفسنا أن نمعن النظر في البحث عن أدلّتها ، متجرّدين عن كلّ عاطفة سوى انتجاع الحقيقة والوصول إليها من طريقها المجمع على صحّته . وعلى هذا جرت مناظراتنا ومراجعاتنا ، وكانت خطّيّةً تبادلنا بها المراسلة إبراماً ونقضاً ، فجئته بالحجج الساطعة لا تترك خليجة ولا تدع وليجة ، فقابلها بالذود عن حياضه ، لا يألو في ذلك جهداً ولا يدّخر وسعاً . لكنّ الله عزّ وجلّ بهدايته وتوفيقه يسّر لي - وله الحمد - درء كلّ شبهة ودحض كلّ إشكال ، حتّى ظهر الصبح لذي عينين . . . وكنت أردت يومئذ طبع تلك المراجعات ، وهي 112 مراجعة ، لكنّ الأقدار الغالبة أرجأت ذلك ، فلمّا نكبنا في حوادث سنة 1338 - كما سنفصّله في محلّه - انتُهبَت مع سائر مؤلّفاتي يوم صيح نهباً في دورنا . وما أن فرّج الله تعالى عنّا - بفضله وكرمه - حتّى استأنفت مضامينها بجميع مباحثاتها التي دارت بيننا ، فإذا هي بحذافيرها مدوّنة بين دفّتي الكتاب ، مع زيادات لا تخلّ بما كان بيننا من المحاكمات ، على ما أوضحناه في مقدّمة الكتاب ، والحمد لله - باعث من في القبور - على بعث هذا السفر النافع ونشره » [1] . . إهداء السيّد كتاب المراجعات : ثمّ إنّ السيّد - رحمه الله - يهدي كتابه قائلاً :
[1] موسوعة الامام السيد عبد الحسين شرف الدين 7 : 3316 - 3317 .