نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي جلد : 1 صفحه : 273
وعليه فلا بدّ ان يعلم الجميع - الشيعة والسنّة - بانّ بعض العادات التي رسخت في مجتمعهم وسلّم لها الناس على أنّها من بديهيات الاسلام ، في الواقع ليست من الاسلام بشئ ، وإذا ما حوكمت أدلّتها تبيّن انّها جوفاء تفتقر للمنطق والبرهان . و الحقّ انّ رواج هذه العادات انما نشأ بسبب آراء بعض العلماء الكبار وأغلب الأحيان أفززتها المصالح السياسيّة للحكومات والدول ، والحال انّها لم تكن قبل ذلك بمثل هذا الرواج والانتشار ، بل لم تكن سوى احتمال وفرض إلى جانب سائر الاحتمالات والفروض . والعجب انّ مصاديق ذلك تشاهد بوضوح حتى بشأن الأمور التي يبتلى بها جميع المسلمين من قبيل الوضوء ، الصلاة ، . . . وما إلى ذلك . وكم هو مؤلم ! ان يسود مثل هذا الاختلاف والفرقة بين المسلمين الذين كانوا يشهدون كلّ يوم بأمّ أعينهم وضوء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصلاته . بل حدث مثل هذا الاختلاف حتى في بعض الأمور الملموسة من قبيل كيفيّة جعل الأيدي في الصلاة - والتي كان يراها الجميع بأم أعينهم - فهذا يقول يجب وضعها أعلى السرّة ، وهذا يقول أسفلها ، فهذا يعتقد حرمتها ، وهذا يرى كراهتها و الاخر يحكم باباحتها والرابع باستحبابها وهكذا . بينما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصلّي يوميا خمس مرّات امام جميع المسلمين ويقول : صَلُّوا كَما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّى ؛ ( 1 ) على كلّ حال ، فانّ دليل هذه الاختلافات مهما كان وبغضّ النظر عن مشروعيّتها من عدمها فانّه انّما يفيد قضيّة وهى انّ وضوح مسألة عند فرقة معيّنة
1 . السنن الكبرى ، ج 2 ، ص 345 .
273
نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي جلد : 1 صفحه : 273