نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي جلد : 1 صفحه : 272
وقد أثارت هذه القضية دهشة العوام الذين ليس لهم علم بالمسائل الفقهيّة والروائيّة الصحيحة ، سيّما في أواسط أبناء العامّة - الذين اعتاد أغلبهم على تفريقها إلى خمسة أوقات - . فقد التقيت شاباً في أثناء الحج ، وكان قد سألني : لماذا توفت الإيرانيين صلاة المغرب ؟ بالطبع أسهل جواب كان يقنعه في تلك المدّة القصيرة ، هو القول بانّ هؤلاء الافراد مسافرون ، فيجوز لهم تأخير صلاة المغرب أو جمعها مع العشاء ، ( 1 ) لكن المطلب يتطلب بحثاً أعمق وأشمل ، ولا بدّ من طرح هذه المسألة على العلماء و الفضلاء ليبيّنوها للناس من أجل إزالة بعض العقائد والأفكار الفاسدة . وهذا منوط بعدم تأثّر العلماء بالعادات والأجواء التي تحكم المجتمعات الاسلاميّة ، وممّا يؤسف له انّ القضية هكذا في أغلب هذه المسائل . فالعادات والتقاليد التي تحكم أذهان العوام والخواص كان احدى كبريات المشاكل التي اعترضت دعوة الأنبياء على طول التاريخ ، فقد صرّح القرآن الكريم على لسان الكافرين قائلا : ( إِنّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّة وَإِنّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ ) ؛ ( 2 )
1 . قال صاحب " البحر الرائق " : " وقد شاهدت كثيراً من الناس في الاسفار خصوصاً في سفر الحج ماشين على هذا ( أي الجمع بين الصلاتين ) تقليداً للامام الشافعي في ذلك " انظر : ج 1 ، ص 267 . طبعاً السفر المجوز للقصر والجمع مورد بحث بين الفقهاء . 2 . سورة الزخرف ، الآية 23 .
272
نام کتاب : تشيع در تسنن ( التشيع من رئى التسنن ) ( عربي ) نویسنده : السيد محمد رضا المدرسي جلد : 1 صفحه : 272