أو بعض ما يقع للأمة الفتن [1] . ومن الواضح ، لدى علماء الحديث ، أن المراد بعنوان ( الفتن ) هو ما يرتبط بأمر الخلافة وما وقع حولها من نزاع وتشاح وحروب وغير ذلك ، قبل أن يصبح ملكا عضوضا . وإذا علمنا من خلال ترجمة أبي هريرة وسيرته أنه مال إلى معاوية وحزبه [2] وكان مع السلطة ، اتضح أن الذي لم ينشره من الحديث منه ما كان مرتبطا بفضل علي عليه السلام وأهل البيت وذلك الذي كانت السلطة تسعى بكل قواها في إخفائه ومنعه تدوينا ورواية . وأيضا : يمكن أن نعرف نوعا آخر مما اختفى : وهو ما رواه علي عليه السلام من الحديث ، فإن أصحاب الإمام عليه السلام وتلامذته الذين اقتبسوا منه ، قد شردوا بعد استيلاء معاوية على الحكم ، وكانوا تحت الرقابة الشديدة ، بل زجوا في السجون ، وقتلوا تقتيلا . بحيث لم يجرؤ بعض الرواة أن يذكر اسم الإمام عليه السلام عندما أراد أن يروي عنه بل كان يقول : حدثني أبو زينب ، كناية عنه عليه السلام [3] . وقال يونس بن عبيد : سألت الحسن [ البصري ] قلت : يا أبا سعيد ،
[1] السنة قبل التدوين ( ص 452 ) وانظر أبو هريرة لشرف الدين ( ص 50 - 52 ) . [2] لاحظ أضواء على السنة ( ص 212 فما بعدها ) . [3] شرح نهج البلاغة ( 4 / 73 ) .