وأما جملة : حسبنا كتاب الله ، فهي معروفة من كلام عمر قالها في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد جابهه بها ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم مسجى على فراش الموت [1] وذكرنا سابقا مصادر قول عمر : حسبنا كتاب الله [2] . وأهم ما يجب التنبيه عليه في هذا المجال : أن النصوص النبوية الدالة على وجوب رواية الحديث ، ونقله ، وتبليغه ، ونشره ، وحمله ، وأدائه إلى الآخرين ، متضافرة ، لا مجال للتشكيك في صدورها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل هي تجوز حد التواتر المعنوي ، وبعض ألفاظها مستفيض قطعا ، إليك بعض نصوصها ، ومصادرها : قال صلى الله عليه وآله وسلم : نضر الله أمرء سمع مقالتي فوعاها ، وأداها ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه ليس بفقيه [3] . وقال - في حديث - : احفظوهن ، وأخبروا بهن من ورائكم [4] .
[1] أنظر ( ص 359 ) الفصل الثالث من القسم الثاني . [2] أنظر ( ص 80 - 81 ) الفصل الثاني من القسم الأول . [3] رواه أحمد في مسنده ( 1 / 437 ) و ( 4 / 80 ) و ( 5 / 183 ) وفي طبعة شاكر : ( 6 / 96 ) والحديث رقم ( 4157 ) وبألفاظ أخرى في ( 4 / 82 ) و ( 3 / 325 ) وانظر سنن ابن ماجة ( 1 / 4 - 85 ) ومستدرك الحاكم ( 1 / 87 و 88 ) وجامع بيان العلم ( 1 / 39 ) وكنز العمال ( 10 / 258 ) رقم ( 29375 ) وقبله وبعده . [4] فتح الباري لابن حجر ( 1 / 194 ) ومسند أحمد ( 1 / 228 ) .