responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تدوين السنة الشريفة نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي    جلد : 1  صفحه : 40


أما بادية العرب فلم تكن تخط بل كانت ترى الخط وصمة عار ، وسمة عيب ، كما هو شأنها في سائر الصناعات المدنية [1] .
فهذا جزاف من القول ، يتنافى والذوق البشري ، وحب الخلود عند الإنسان ، والحقيقة التي عرفناها عن العرب قبل الإسلام ، وإن عدم الكتابة الذي شاع بينهم فهو على أثر التخلف ، لا حبا في الأمية وتباهيا بها ! إلا جهلا وعصبية وغرورا !
وأين هذا من الإسلام ؟ وإشادته بالعلم والكتابة ؟ وتأكيده على محو الأمية ؟ !
ومن المهين للمسلمين - والعرب منهم - أن تنسب إليهم كراهة الكتابة ، بهدف فصلهم عن عرف العقلاء ذلك الذي بيناه ، وإبعادهم عن أهم عناصر الحضارة ، بينما نجد خلاف ذلك عند العرب أنفسهم ، فإنهم كانوا يسمون باسم ( الكامل ) من كان يعرف الكتابة ، ويحسن الرمي ، ويجيد السباحة [2] .
ولئن نقل عن واحد من شعرائهم - وهو ذو الرمة - قوله - عن الكتابة - : إنها عيب عندنا ! ويطلب كتمانها عليه [3] .
مع أن كلامه ليس حجة على أمة كاملها ، فالوجه فيه أن ذلك يتنافى



[1] الحديث والمحدثون لأبي زهو ( ص 119 ) .
[2] أنظر : طبقات ابن سعد ( ج 3 ص 613 ) وفتوح البلدان للبلاذري ( ص 459 ) وعيون الأخبار لابن قتيبة ( ج 2 ص 168 ) وسير أعلام النبلاء 1 / 8 - 279 ) .
[3] الأغاني ( 18 / 30 ) ولاحظ اسم ( ذو الرمة ) في فهرس الأعلام .

40

نام کتاب : تدوين السنة الشريفة نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست