حدث من غير كتاب ، إلا أقل من مائة حديث [1] . وقال جعفر الطيالسي : ينبغي لطالب الحديث أن يتزر بالصدق ، ويرتدي بالكتاب [2] . وقد ندم جمع من المحدثين على محو الحديث : قال عروة بن الزبير ( ت 94 ه ) : كتبت الحديث ، ثم محوته ، فوددت أني فديته بمالي وولدي وأني لم أمحه [3] . وقال منصور بن المعتمر : وددت أني كتبت ، وأن علي كذا وكذا ، قد ذهب عني مثل علمي [4] . فكيف تكون الكتابة منافية للحفظ ، مع أن هؤلاء الحفاظ يتمنون الكتابة ؟ ! وكيف يراد الاعتماد على مجرد الحفظ ، مع أن زيد بن أرقم - وهو من رواة الصحابة المكثرين - يصر ح بعروض النسيان عليه ، فيقول حصين بن سبرة له : لقيت - يا زيد - خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت معه ، لقد رأيت - يا زيد - خيرا كثيرا ، حدثنا - يا زيد - ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ !
[1] الإلماع للقاضي عياض ( ص 225 ) وأدب الإملاء والاستملاء ( ص 47 ) . [2] أدب الإملاء والاستملاء ( ص 47 ) . [3] تقييد العلم ( ص 60 ) . [4] تقييد العلم ( ص 60 ) ولاحظ تذكرة الحفاظ للذهبي ( 1 / 142 ) فإنه نقل عنه فقط قوله : ما كتبت حديثا قط ! .