الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - قولها : حسبكم القرآن [1] . وهل تخفى كل هذه الأمور على الذهبي - وهو مؤرخ الإسلام ! ؟ [2] . الدعوة إلى نبذ السنة على أساس الاكتفاء بالقرآن ، في نظر المعاصرين : ولئن صمت الذهبي عن هذه الدعوة ، أو تغافل عنها وعن قائلها ، فإن علماء قدامي ومعاصرين ، تنبهوا إلى ما تحويه من خطر على الإسلام ، فأعربوا بوضوح عن خبثها وكفر دعاتها : فقد قال ابن حزم : لو أن امرء قال : لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن ، لكان كافرا بإجماع الأم ة ، وقائل هذا كافر ، مشرك ، حلال الدم والمال ! [3] . ويقول الشيخ سليمان الندوي - أحد علماء الهند المعاصرين - : إن الذين أرادوا ، أو يريدون ، أن يفرقوا بين القرآن والسنة ، فيقبلوا القرآن ويردوا السنة ، قد ابتعدوا عن الصراط المستقيم ، أو يبتعدون . فإنهم يحاولون أن يفهموا من القرآن حسب ما يدركونه بعقولهم ويجعلوا استنباطهم من القرآن كل ما للإسلام من تعاليم صحيحة ويكتفوا بذلك دون غيره .
[1] صحيح البخاري كتاب الجنائز ( 2 / 77 ) وانظر منهج النقد ( ص 54 ) . [2] وسيأتي مزيد كلام مع الذهبي حول منع أبي بكر للرواية والحديث فانظر ( ص 425 ) . [3] الإحكام في أصول الأحكام ( 1 / 208 ) وانظر حجية السنة ( ص 255 ) .