ما تنبأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم . في ما رواه الذهبي : أن الصد يق [ أبا بكر ] جمع الناس ، بعد وفاة نبيهم ، فقال : إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله ، وحرموا حرامه [1] . إذا علمنا كل ذلك : علمنا أن أبا بكر لم يبعد نفسه - بإقدامه على هذا الكلام - أن يكون هو ذلك الرجل الذي تنبأ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمجيئه ، متكئا على أريكته ، مجابها الحديث بقوله : ( بيننا وبينكم كتاب الله . . . ) [2] . فكان هذا من أعظم دلائل النبوة وأوضح أعلامها [3] . والحقيقة - المرة ! - أن التاريخ لم يحفظ لنا معارضة للحديث ، من حاكم مقتدر أشد وأقرب عصرا إلى وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أبي بكر وصاحبه عمر ، فيدل على أنهما المقصود الأول من هذه الأحاديث وأما من جاء بعدهما فإنما استن بسنتهما ، ولم يمنع الحديث بأشد من منعهما ، وسيأتي تفصيل ذلك . فمن الغريب ما نقل عن الخطابي في تفسير الحديث من قوله : أراد بقوله : ( متكئ على أريكته ) أي أصحاب الترفه والدعة ،
[1] تذكرة الحفاظ ( 1 / 2 - 3 ) ترجمة أبي بكر . [2] قارن السنة قبل التدوين ( ص 78 ) . [3] أنظر دلائل النبوة للبيهقي ( 1 / 24 ) و ( 6 / 549 ) .