التعبير عن قوة الحفظ الذي كان يتمتع به ، بحيث كان يعتمد على الذاكرة ولم يكن بحاجة إلى الكتابة ، لا أنه يعارض الكتابة . ويدل على ذلك أيضا أنه وجد له - بعد موته - كتاب الفرائض والجراحات [1] . وقد عده الخطيب في من أباح كتابة الحديث من التابعين [2] . 20 - الضحاك بن مزاحم ( ت 105 ه ) فقد كان يقول : إ ذا سمعت شيئا فاكتبه ، ولو في حائط . وأملى كتاب ( مناسك الحج ) على حسين بن عقيل [3] . 21 - معاوية بن قرة ، أبو أياس ( ت 113 ه ) كان يقول : من لم يكتب علمه ، لم يعد علمه علما [4] . ونكتفي بهذا العدد من التابعين ، والملاحظ أنهم من كبار التابعين وفضلائهم ومن لا ينعقد رأي في عصرهم بدونهم ، وهم أعلام الإسلام في ذلك العهد بعد الصحابة الكرام . ولا يشك عارف بالتاريخ والحديث أن قيام هؤلاء بأمر التدوين يعني تحقق سيرتهم على التدوين ، كما أنه لا ريب في اتصال هذه السيرة
[1] تاريخ بغداد ( 12 / 232 ) . [2] تقييد العلم ( ص 99 - 113 ) . [3] جامع بيان العلم ( 1 / 72 ) وحجية السنة ( ص 451 ) . [4] سنن الدارمي ( 1 / 104 ) ح 496 ، ومحاسن الاصطلاح ( 303 ) .