خاصة بشرط أن يصرح بالسماع ، ولم يصرح هنا [1] . وثالثا : إن رجال السند في الحديث المذكور قد عملوا على خلاف مؤداه ومضمونه ، وهذا هو من عوامل وهنه وضعفه : فقد كان الإمام عليا عليه السلام ممن يكتب الحديث ويأمر بكتابة العلم ، كما مر مفصلا [2] . وجابر الجعفي كتب الكتب - كذلك - [3] . وأبو أسامة - وهو حماد بن سلمة - كان صاحب كتب وكان يقول : كتبت بإصبعي - هاتين - مائة ألف حديث [4] . ورابعا : إني أشك في ضبط هذا السند ، فاسم ( بقية ) غلط ، وإنما الصواب هو ( بقي ) لأن ابن عبد البر يروي في كتابه هذا ( جامع بيان العلم ) مكررا عن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن عبد الله - وهو ابن يونس - عن بقي - وهو ابن مخلد - عن أبي بكر - وهو ابن أبي شيبة - عن أبي أسامة [5] . بينما لم أعثر على شبيه للسند الأول ، ولا في مورد واحد [6] .
[1] الأنوار الكاشفة ( ص 39 ) . [2] قد مر مفصلا ، وانظر الأنوار الكاشفة ( ص 39 ) . [3] الفهرست ، للشيخ الطوسي ( ص 70 ) . [4] تهذيب التهذيب ( 3 / 3 ) [5] لقد تكرر مثل السند الثاني في ( جامع بيان العلم ) في الجزء الأول ( ص 95 و 100 و 108 و 115 و 116 و 124 ) وفي الجزء الثاني ( ص 23 و 38 و 42 ) . [6] أقول : وبعد أن كتبت هذا ، على أساس من شكي المذكور ، وقع في نفسي أن أتتبع ترجمة ( بقي بن مخلد ) فوجدت أن الذهبي قال في حقه : ومما انفرد به ولم يدخله أي إلى الأندلس ] سواه : مصنف أبي بكر بن أبي شيبة . سير أعلام النبلاء ( 13 / 287 - 288 ) . فراجعت ( الكتاب المصنف ) لابن أبي شيبة ، فوجدت فيه ، في كتاب الأدب ، الباب ( 1073 ) من يكره كتاب العلم ، الحديث [ 6490 ] : أبو أسامة ، عن شعبة ، عن جابر ، عن عبد الله بن يسار ، قال : سمعت عليا يخطب يقول . . . ( الكتاب المصنف : 9 / 52 ) . فظهر ما في سند جامع بيان العلم من أخطاء فظيعة ، والحمد لله على توفيقه ، ونسأله الهدى إلى سواء طريقه .